إعرف دينكمعلومات عامة

اسم الجلالة الله وبعض آثار اسم الله في الكون

تعرف على معنى اسم الجلالة الله

اسم الجلالة الله وبعض آثار اسم الله في الكون

اسم الجلالة الله، لا يوجد اسم أعظم من اسم الله، فهو الاسم الذي تفرد به رب السماوات والأرض، وهو الأصل في جميع أسمائه الحسنى، فكل اسم من أسمائه يتبعه هذا الاسم الأعظم، فنقول: الرحمن من أسماء الله، الرحيم من أسماء الله، السميع من أسماء الله، البصير من أسماء الله، فاسم الله هو الجامع لكل معاني الكمال والجلال والجمال.

هذا الاسم الشريف لم يُطلق على أحد غيره، ولم يُسمَّ به أحد سواه، ولم يأتِ في أي لغة أخرى بهذا الشكل، فهو اسم اختص الله به نفسه، وجعل القلوب تخشع عند ذكره، والألسنة تلهج به في السراء والضراء، وتطمئن به النفوس، فهو الاسم الذي تستجاب به الدعوات، وتفتح به أبواب الرحمة.

اسم الجلالة الله وبعض آثار اسم الله في الكون
اسم الجلالة الله

أصل اسم الجلالة الله ومعناه

اختلف العلماء في أصل اشتقاق اسم الجلالة الله، فمنهم من قال إنه مشتق من الفعل “أَلِهَ” أي عَبَد، فيكون “الله” بمعنى المألوه أي المعبود الذي تتوجه إليه القلوب بالعبادة والتقديس، ومنهم من قال إنه اسم غير مشتق، بل هو علم على ذات الله سبحانه وتعالى.

يقول الإمام الطبري في تفسيره: “الله جل ثناؤه أخص الأسماء به، وأشرفها وأعظمها، لأنه يدل على جميع معاني الألوهية، ولا يسمى به غيره، وهو الاسم الذي لا يجوز أن يتسمى به أحد سواه.”

أما الإمام ابن القيم فيقول في كتابه “بدائع الفوائد”: “اسم الله هو الاسم الجامع لكل أسماء الله الحسنى، وهو أعظمها، وهو أصلها، وسائر الأسماء الحسنى تضاف إليه وتوصف به، فيقال: الرحمن من أسماء الله، الكريم من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن”.

اسم الجلالة الله في القرآن الكريم

تكرر اسم الجلالة الله في القرآن الكريم 2697 مرة، ولم يتكرر مثله، أو حتى إلى نصف هذا العدد أي لفظ آخر، كما أنه لفظ جميل لا يعادله في جماله غيره، فالإنسان إذا ما سره أمر رآه قال: الله، وإذا سمع قولًا أعجبه، أو صوتًا أسعده قال: الله (فرحًا وطربًا)، وإذا أحزنه أمر أو أضر به شأن هتف مستنجدًا: الله.

الآيات القرآنية التي تُخبر عن الله:

  • قال الله سبخانه وتعالى في كتابه الكريم: “هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ ۖ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلرَّحِيمُ (٢٢ ) هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِى لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْمَلِكُ ٱلْقُدُّوسُ ٱلسَّلَـٰمُ ٱلْمُؤْمِنُ ٱلْمُهَيْمِنُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْجَبَّارُ ٱلْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَـٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣) هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَـٰلِقُ ٱلْبَارِئُ ٱلْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ ٱلْأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ (٢٤)” (سورة الحشر، الآية 22_24).
  • قال تعالى: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” (سورة البقرة، الآية 255).

الآيات القرآنية التي تُبين ما هو الله:

  • قال تعالى: “فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” (سورة محمد، الآية 19).
  • قال تعالى: “قُل لِّمَنِ ٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٤) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٨٥) قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ (٨٦) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ٨٧ قُلْ مَنۢ بِيَدِهِۦ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍۢ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ (٨٩)” (سورة المؤمنون، الآية 84_ 89).
  • قال تعالى: “أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” (سورة الأعراف، الآية 54).
  • قال تعالى: “يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42)” (سورة الأحزاب، الآية 41، 42).

الآيات القرآنية التي تُبين واجبات الخلق مع اسم الله:

  • قال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (سورة المزمل، الآية 20).
  • قال تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ” (سورة فاطر، الآية 28).
  • قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ” (سورة فاطر، الآية 15).
  • قال تعالى: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ” (سورة البقرة، الآية 165).

أثر اسم الجلالة الله في الكون

اسم الجلالة الله هو الاسم الأعظم الذي به يقوم كل شيء، وبه يستقيم الكون بنظامه الدقيق، فهو الاسم الجامع لكل معاني الألوهية، والذي تدل عليه كل أسمائه الحسنى وصفاته العلى، فحين يُذكر هذا الاسم تُستحضر العظمة، والقوة، والرحمة، والحكمة، فهو الاسم الذي افتُتحت به أعظم سورة في القرآن: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ” (سورة الفاتحة، الآية 1)، وهو الاسم الذي يملأ الوجود بأسره دلالةً على الخالق العظيم.

أثر اسم الجلالة الله في تدبير الكون

الكون كله قائم بأمر الله، وحركته وانسجامه لا تتم إلا بأمره سبحانه، قال تعالى: “اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ” (سورة الزمر، الآية 62)، فكل شيء في الوجود يشهد لعظمة هذا الاسم، من الذرات التي تتحرك في أدق تفاصيلها، إلى المجرات الهائلة التي تسبح في الفضاء بأمره، والله تعالى يقول: “الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ” (سورة الرحمن، الآية 5)، وهذا دليل على أن حركة الأجرام السماوية ليست عشوائية، بل تسير وفق نظام إلهي دقيق.

أثر اسم الجلالة الله في حياة المخلوقات

كل كائن حي من أصغر مخلوق إلى أعظم مخلوق، لا يمكنه الاستغناء عن اسم الله، فهو الذي يرزق، ويدبر، ويرحم، والله تعالى يقول: “وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا” (سورة هود، الآية 6)، بل إن هذه المخلوقات تُسبّح بحمده، وإن كنا لا ندرك تسبيحها، قال سبحانه: “تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ” (سورة الإسراء، الآية 44).

أثر اسم الجلالة الله في قلوب المؤمنين

عند ذكر اسم الله تطمئن القلوب، وتسكن النفوس، فهو الاسم الذي يزيل الهموم، ويفرج الكروب، والله تعالى يقول: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (سورة الرعد، الآية 28)، كما أن اسم الله هو مفتاح الدعاء، فكل دعاء يبدأ به، وهو الاسم الذي تُفتح به الأبواب المغلقة، والنبي ﷺ يقول: “إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة” (متفق عليه).

أثر اسم الجلالة الله في الأحداث الكونية الكبرى

  • نزول المطر من أعظم نعم الله في الكون، فالأمطار لا تنزل إلا بأمره، قال تعالى: “وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ” (سورة الشورى، الآية 28).
  • قيام الساعة، فعندما يحين يوم القيامة، فإنه لا يقع إلا بإرادته، قال تعالى: “إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ” (سورة طه، الآية 15).

أثر اسم الجلالة الله في حياة المؤمن

إن اسم الله هو حياة للمؤمن، فهو الاسم الذي يتوكل عليه العبد في كل شؤونه، وهو الاسم الذي تطمئن به القلوب عند الخوف، وتسكن به عند الفزع، وتلجأ إليه في المحن والشدائد، ومن أثر اسم الله في حياة المؤمن:

الطمأنينة والسكينة

قال الله تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (سورة الرعد، الآية 28)، فبذكر هذا الاسم العظيم يذهب القلق، ويزول الحزن، ويتبدد الخوف، لأن المؤمن يعلم أن الله معه يسمعه ويراه، ولن يخذله أبداً.

التوكل على الله

قال الله تعالى: “وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ” (سورة الطلاق، الآية 3)، فالمؤمن حين يتيقن أن الله بيده كل شيء، وأنه القادر على كل أمر، فإنه يسلم أموره لله، ويركن إليه، فلا يخاف من المستقبل، ولا يحزن على الماضي، لأن الله هو المدبر والمصرف.

استجابة الدعاء

قال النبي ﷺ: “إن لله اسمًا أعظم، إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى” (رواه أبو داود)،وقد ورد أن هذا الاسم الأعظم موجود في آيات اشتملت على اسم الجلالة الله، مثل قوله تعالى: “وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ” (سورة البقرة، الآية 163).

كيف نوقر اسم الجلالة الله ونعظمه؟

عدم التلفظ به إلا بكل وقار وخشوع

فلا ينبغي ذكر اسم الله إلا في مواضع التعظيم، وعدم الاستهزاء به أو ذكره في سياقات لا تليق بجلاله.

كثرة ذكر الله بهذا الاسم

فعن النبي ﷺ أنه قال: “أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله” (رواه الترمذي).

تدبر معاني اسم الله

فليس المهم فقط أن نلفظ الاسم، بل يجب أن نتفكر في معانيه وأثره في حياتنا، وكيف يجعلنا نثق بالله ونتوكل عليه.

تربية الأبناء على تعظيم اسم الله

من واجب المسلم أن يغرس في قلوب أبنائه تعظيم اسم الله، فيعلمهم أن الله هو الرزاق، وهو الرحيم، وهو الذي يسمع دعاءهم ويستجيب لهم.

في الختام، نجد أن اسم الجلالة الله هو الاسم الأعظم، وهو مفتاح التوحيد وأساس الإيمان، وبه تطمئن القلوب، وتسكن النفوس، وهو الاسم الذي تلهج به الألسنة في الصلوات، والعبادات، والدعوات، فكم نحن بحاجة إلى أن نستشعر عظمة هذا الاسم، وأن نملأ حياتنا بذكره، فهو مفتاح السعادة والراحة في الدنيا، وطريق النجاة في الآخرة، فاللهم اجعلنا من الذاكرين لك كثيرًا، ومن الذين يوقرون اسمك ويعظمونه، واملأ قلوبنا بخشيتك وحبك، يا الله.

المصدر

1

زر الذهاب إلى الأعلى
Index