إعرف دينكمعلومات عامة

اسم الله المتكبر وأثر الإيمان به في حياة المسلم

تعرف على أسرار اسم الله المتكبر

اسم الله المتكبر وأثر الإيمان به في حياة المسلم

إن لله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى، وهي التي تدل على كماله وجلاله وعظمته. ومن هذه الأسماء اسم الله المتكبر، الذي يعكس علو الله عن خلقه في ذاته وصفاته وأفعاله، فلا يوازيه أو يماثله شيء، فهو المتفرد بالكبرياء والعظمة المطلقة.

قال الله تعالى:
“هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ” (سورة الحشر، الآية 23).

سنقدم في هذا المقال شرحًا تفصيليًا لاسم الله المتكبر مع الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبيان أثر الإيمان به في حياة المسلم، وكيف نستفيد من هذا الاسم في تصحيح سلوكنا وإيماننا، بالإضافة إلى عرض أمثلة من سير الأنبياء والصالحين حول التواضع.

اسم الله المتكبر وأثر الإيمان به في حياة المسلم
اسم الله المتكبر

معنى اسم الله المتكبر

المحتوى :

المعنى اللغوي

يشتق اسم الله المتكبر من الجذر الثلاثي (كبر)، وهو يدل على العظمة والرفعة، ويقال: تكبر فلان أي تعاظم، ولكن التكبر في حق المخلوق مذموم، أما في حق الله فهو من صفات الكمال والجلال.

المعنى الاصطلاحي

المتكبر هو الذي تفرد بالكبرياء والعظمة، فلا يشاركه أحد في عظمته وكماله، وهو المتعالي عن كل نقص، المتصرف في خلقه بسلطانه وجبروته، وهو المستحق وحده للتعظيم والتقديس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (قال الله عز وجل: “العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار” ) (رواه مسلم).

قال الإمام الخطابي: “المتكبر هو الذي تكبر عن ظلم عباده، وكبر عن صفات المخلوقين”، وجاء في تفسير الطبري: “المتعالي عن الأشباه والنظراء، الذي لا شبيه له، ولا مثل”.

أقوال العلماء في معنى اسم الله المتكبر

الإمام الطبري في “تفسيره”

“المتكبر هو الذي تكبر عن ظلم عباده، وكبُر عن كل سوء، وتعالى عن أن يكون له شريك في ملكه أو نظير في ذاته وصفاته”.

 الإمام ابن القيم في “مدارج السالكين”

“الكبرياء والعظمة من خصائص الرب، فلا يوصف بها غيره، ولا تنبغي إلا له، ومن نازعه فيها أهلكه”.

الإمام البيهقي في “الأسماء والصفات”

“المتكبر هو الذي لا يليق به شيء من صفات النقص، بل هو العظيم في ذاته، الكبير في ملكه وسلطانه”.

كم مرة ذكر اسم الله المتكبر في القرآن الكريم؟

اسم المتكبر ورد في القرآن الكريم مرة واحدة فقط، وذلك في قوله تعالى: “هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ” (سورة الحشر، الآية 23).

ولكن صفة الكبرياء لله وردت في مواضع أخرى مثل:

  • “وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” (سورة الجاثية، الآية 37).
  • “وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (سورة القصص، الآية 70).

وتؤكد هذه الآيات أن الكبرياء والعظمة المطلقة صفة من صفات الله وحده، ولا يجوز أن يُنازعه فيها أحد.

الفرق بين تكبر الله وتكبر المخلوق

من المهم أن نفرق بين تكبر الله الذي هو كمال وجلال، وبين تكبر الإنسان الذي هو ظلم وجهل.

تكبر الله عز وجل:

تكبره كمالٌ ذاتي يدل على عظمته التي لا مثيل لها، وليس فيه ظلم ولا استعلاء بالباطل، بل هو تعالٍ مشروع يدل على جلاله وسلطانه، ولا يخرجه تكبره عن صفة الرحمة، بل هو متكبر ومع ذلك رحيم بعباده.

تكبر المخلوق:

تكبر الإنسان مذموم لأنه ناتج عن غرور وجهل، وهو صفة من صفات إبليس، الذي قال: “أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ” (سورة الأعراف، الآية 12)، ويؤدي إلى ظلم الناس واستحقارهم، وقد قال النبي ﷺ: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر” (رواه مسلم).

زر الذهاب إلى الأعلى
المحتوى :
Index

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock