الحِلم وكف الغضب في الإسلام
تعرف على الحِلم وكف الغضب من المنظور الإسلامي
الحِلم وكف الغضب من مكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، وجعلها من صفات المؤمنين، فالغضب شرارة تحرق القلب، وقد تهدم في لحظة ما بُني في سنين، أما الحِلم فهو ماء يُطفئ نيران الفتن، ويرفع صاحبه إلى مراتب العظماء، وكم من نزاع اشتعل بسبب كلمة غاضبة، وكم من علاقة دُمِّرت بسبب لحظة تهور، لذلك جعل الإسلام الحِلم وكف الغضب من أعظم الصفات التي تزين المؤمن، ومدح الله الحليمين في كتابه الكريم، وجعل النبي ﷺ القوة الحقيقية في ضبط النفس عند الغضب، لا في التفوق الجسدي.
سنتناول في هذا المقال مفهوم الحِلم، وفضائله، وأثره في حياة الإنسان، مستدلين بآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي ﷺ، لنكشف كيف يكون الحِلم سلاحًا لا يُهزم، وكنزًا لمن امتلكه.
مفهوم الحِلم وكف الغضب
الحلم في اللغة: هو الأناة وضبط النفس والتعقل عند الغضب، وهو ضد الطيش والعجلة، وفي الاصطلاح: هو ضبط النفس عند الغضب والقدرة على العفو، مع الترفع عن مقابلة السيئة بمثلها.
أما كف الغضب فهو مجاهدة النفس عند اشتداد الانفعال، والامتناع عن التفوه بالكلمات الجارحة أو الإقدام على أفعال تؤدي إلى الندم.
🔹 الحليم اسم من أسماء الله الحسنى، وقال الخطابي: “هو ذو الصفح والأناة الذي لا يستفزه غضب، ولا يستخفه جهل جاهل، ولا عصيان عاصٍ، المتأني الذي لا يعجل بالعقوبة، ولكن جعل لكل شيء مقدارًا هو منتهٍ إليه”، وأضاف الغزالي: “لا يعتريه غيظ، ولا يحمله على المسارعة إلى الانتقام -مع غاية الاقتدار- عجلة وطيش ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ﴾ (سورة فاطر، الآية 45)”.
🔹 صفة الحِلم في الإنسان دلالة على كمال العقل واستيلائه، وانكسار قوة الغضب وخضوعها للعقل.
الحِلم وكف الغضب في ضوء القرآن الكريم
جاءت آيات كثيرة تدعو إلى الحلم وكف الغضب، ومنها قوله تعالى: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (سورة آل عمران، الآية 134)، ففي هذه الآية يمدح الله الذين يتحكمون في غضبهم، ويتركون الانتقام لأنفسهم، بل يصلون إلى درجة العفو، وهذا يدل على رفعة أخلاقهم.
ويقول الله تعالى أيضًا: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ (سورة فصلت، الآية 34)، وهذا توجيه إلهي للمؤمن أن يقابل الإساءة بالحسنى، فإن ذلك أدعى لجلب المودة وإزالة الضغائن.
الحِلم وكف الغضب في السنة النبوية
النبي ﷺ كان نموذجًا للحلم، وقد وردت عنه أحاديث كثيرة تبين فضله، منها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال للنبي ﷺ: “أوصني”، فقال: “لا تغضب”، فردد مرارًا، قال: “لا تغضب” (رواه البخاري)، ويدل هذا على أن الغضب مفتاح للشرور، فمن ملك نفسه عند الغضب فقد نجا من الفتن والمشاكل.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كنت أمشي مع رسول الله ﷺ، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله ﷺ قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جذبه، ثم قال: يا محمد، مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله ﷺ فضحك، ثم أمر له بعطاء” (متفق عليه)، وهذا من أعظم أمثلة الحلم، حيث لم يغضب النبي ﷺ رغم تصرف الرجل الجافي، بل قابله بالحسنى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: “لَيس الشَّديدُ بِالصُّرعَةِ، إِنَّما الشَّديدُ الَّذِي يَملِكُ نفسَهُ عِندَ الغضبِ” (متفقٌ عليه).
فضائل الحِلم وكف الغضب
1- على قدر حلم الإنسان، وضبطه لنفسه، وكظمه لغيظه وهو قادر على إنفاذه تكون منزلته عند الله، فالنبي ﷺ قال: “مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وهوَ قادِرٌ على أنْ يُنْفِذَهُ ؛ دعاهُ اللهُ سبحانَهُ على رُؤوسِ الخَلائِقِ يومَ القيامةِ حتى يُخَيِّرَهُ مِن الحُورِ العِينِ ما شاءَ” (رواه أبو داود والترمذي)، وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “ألا أُنَبِّئُكم بِما يُشْرِفُ اللهُ به البُنْيانَ ويَرفعُ به الدَّرجاتِ قالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ قال تَحلُمُ على مَن جَهِلَ علَيكَ وتَعفُو عَمنْ ظَلَمَكَ وتُعطِي مَن حَرَمَكَ وتَصِلُ مَن قَطَعَكَ” (رواه الطبراني).
وقد عدَّ القرآن الكريم هذه الشمائل التي تُسرع بصاحبها إلى الجنان، فقال الله تعالى: ﴿وَسَارِعُوٓا۟ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (١٣٣) ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ (١٣٤)﴾ (سورة آل عمران، الآية 133-134).
2- نيل محبة الله، فالله يحب الحليم الصابر، كما قال النبي ﷺ: “إن الله يحب الحليم الحيي” (رواه الطبراني وصححه الألباني).
3- حفظ العلاقات الاجتماعية، فالغضب يؤدي إلى القطيعة والخلاف، بينما الحلم يجلب المحبة والتقدير.
4- سبب في خضوع العدو كأنه ولي حميم، والله تعالى يقول: “وَلَا تَسْتَوِي ٱلْحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾” (سورة فصلت، الآية 34_35)، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله تعالى المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحِلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإن فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان، وخضع لهم العدو كأنه ولي حميم.
5- دلالة على قدرة محمودة في الإنسان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “ما تعدُّونَ فيكمُ الصُّرعةَ؟”، قُلنا : الَّذي لا تصرَعُهُ الرِّجالُ، قالَ: “لا، ولَكِنِ الَّذي يملِكُ نفسَهُ عندَ الغضبِ” (رواه أبو داود)، وقال رجل للنبي ﷺ: علِّمني شيئًا ولا تُكثِرْ عليَّ لعلِّي أعيهِ، قال: “لا تغضَبْ”، فردَّدَ ذلِكَ مرارًا كلُّ ذلِكَ يقول: “لا تغضَبْ” (رواه الترمذي).
6- حماية للإنسان من أن يلعن نفسه، فقد حدث أن رجلًا نازعته الريح رداءه فلعنها، فقال رسول الله ﷺ: “لا تلعنْها فإنها مأمورةٌ، وإنه من لعنَ شيئًا ليس له بأهلٍ رجعتِ اللعنةُ عليه” (رواه أبو داود والترمذي).
7- دلالة على عمق الإيمان، فمن الناس من لا يسكت عند الغضب، فهو في ثورة دائمة، وتغيُّظ يطبع على وجهه العبوس، وإذا مسه أحد ارتعش كالمحموم، وأخذ يطعن ويلعن، والإسلام برئ من هذه الخلال، والرسول ﷺ قال: “ليس المُؤمِنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ” (رواه الترمذي).
نماذج عملية عن الحِلم وكف الغضب
المعروف من سيرة النبي ﷺ أنه ما انتقم لنفسه قط، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها، وقيل لرسول الله ﷺ: ادع على المشركين والعنهم، فقال ﷺ: “إِنِّي لَم أُبعَثْ لعَّانًا ، و إنما بُعِثتُ رحمةً” (رواه مسلم)، ومن نماذج الحِلم وكف الغضب والحث عليها من النبي ﷺ:
🔹من قصص العفو التي لا مثيل لها بين الناس عفو رسول الله ﷺ عن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي ابن مسلول، فقد كان عبد الله عدو لدود للمسلمين يتربص بهم الدوائر، ويحالف الشيطان عليهم، ويُحيك لهم المؤمرات، ولا يجد فرصة للطعن عليهم، والنيل من النبي ﷺ إلا انتهزها، وهو الذي أشاع مقالة السوء على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وجعل المرجفين يتهامسون بالإفك حولها، ويهزون أركان المجتمع الإسلامي، لكن الله أظهر الحق، ثم مات ابن أبي سلول، وجاء ولده إلى رسول الله ﷺ يطلب منه الصفح عن أبيه، فصفح، ثم طلب منه أن يُكفن أباه في قميصه ﷺ، فمنحه إياه، ثم طلب منه أن يُصلي عليه، ويستغفر له، فلم يرد الرسول ﷺ سؤاله، بل وقف أمام جسمان الطاعن في عرضه بالأمس يستدرُّ له المغفرة، لكن العدالة العليا حسمت الأمر كله، فنزل قوله تعالى: “اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ” (سورة التوبة، الآية 80).
🔹استنكر الرسول ﷺ على أبي بكر رضي الله عنه أن يلعن بعض رقيقه، وقال: “لَا يَنبَغِي لِصِدِّيقٍ أَن يَكُونَ لَعَّانًا” (رواه مسلم)، وفي رواية: ” لا يجتمع أن تكونوا لعانين صديقين” (رواه الحاكم)، فأعتق أبو بكر الرقيق كفارة عما بدر منه لهم، وجاء إلى النبي ﷺ يقول له: لا أعود.
وعندما حلف رضي الله عنه ألا ينفق على مسطح – كما كان يفعل – لكونه تكلم في واقعة الإفك، فنزل قوله تعالى: “وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” (سورة النور، الآية 22)، فقال أبو بكر: بلى، والله إني لأحب أن يغفر الله لي. ثم أرجع إلى مسطح الذي كان يُجريه عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدًا.
🔹عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قَدِمَ عُيَيْنَةُ بنُ حِصْنِ بنِ حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ، فَنَزَلَ علَى ابْنِ أخِيهِ الحُرِّ بنِ قَيْسِ بنِ حِصْنٍ، وكانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وكانَ القُرَّاءُ أصْحَابَ مَجْلِسِ عُمَرَ ومُشَاوَرَتِهِ، كُهُولًا كَانُوا أوْ شُبَّانًا، فَقالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أخِيهِ: يا ابْنَ أخِي، هلْ لكَ وجْهٌ عِنْدَ هذا الأمِيرِ فَتَسْتَأْذِنَ لي عليه؟ قالَ: سَأَسْتَأْذِنُ لكَ عليه، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: فَاسْتَأْذَنَ لِعُيَيْنَةَ، فَلَمَّا دَخَلَ، قالَ: يا ابْنَ الخَطَّابِ، واللَّهِ ما تُعْطِينَا الجَزْلَ، وما تَحْكُمُ بيْنَنَا بالعَدْلِ، فَغَضِبَ عُمَرُ، حتَّى هَمَّ بأَنْ يَقَعَ به، فَقالَ الحُرُّ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إنَّ اللَّهَ تَعَالَى قالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: “خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بالعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ” (سورة الأعراف، الآية 199)، وإنَّ هذا مِنَ الجَاهِلِينَ، فَوَاللَّهِ ما جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عليه، وكانَ وقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ.
وإنما غضب عمر لتطاول الأعرابي عليه، وهمَّ بِردعه؛ لأنه لم يدخل عليه ناصحًا بخير، أو طالبًا لحق، إنما دخل على حاكم في سلطانه ليشتمه دون مبرر، فلما ذُكِّر بأن الرجل من الجهال أعرض عنه، وتركه ينصرف.
🔹قال رسول الله ﷺ لأشج عبد القيس: “إنَّ فيك خُلَّتَينِ يُحِبُّهما اللهُ: الحِلْمَ والأَناةَ”، فقال: أخُلُقَينِ تَخلَّقتُ بهِما؟ أم خُلُقينِ جُبِلتُ علَيهِما؟ فقال: “بل خُلقَينِ جُبِلتَ عليهما” فقال: الحمدُ للهِ الَّذي جبَلَني على خُلقَينِ يُحِبُّهما اللهُ ورسولُه (رواه مسلم)، وشرح الإمام النووي أن الحلم فهو العقل، وأما الأناة فهي التثبت وترك العجلة.
مظاهر الحِلم وكف الغضب
- الصبر على أذى الجاهلين دون انتقام.
- احترام رأي المخالفين.
- محاولة اكتشاف إيجابيات الآراء المخالفة، والإستفادة منها.
- قلة التنازع والخصومات.
- كسب مودة الآخرين واحترامهم.
- الاعتراف بالخطأ، والإنصاف من النفس.
وسائل اكتساب الحِلم وكف الغضب
- الاستعاذة بالله عند الغضب، فالنبي ﷺ قال: “إذا غضب أحدكم فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” (رواه البخاري).
- الوضوء؛ لأن الغضب من الشيطان، والشيطان من النار، والماء يطفئ النار.
- تغيير الوضعية، فالنبي ﷺ قال: “إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع” (رواه أبو داود وصححه الألباني).
- التدرب على الصبر، وذلك بتكرار ضبط النفس حتى يصبح عادة.
- تذكر عواقب الغضب، فكم من كلمة غاضبة دمرت بيوتًا، وكم من تصرف متهور أنهى علاقات.
في الختام، الحِلم وكف الغضب من صفات الأنبياء والصالحين، وهو خلق كريم يعود على صاحبه بالخير في الدنيا والآخرة، فمن أراد أن ينال محبة الله، ويرتقي بأخلاقه، ويكسب احترام الناس، فليجعل الحلم خلقًا ملازمًا له، وليجاهد نفسه عند الغضب، مستحضرًا الأجر العظيم الذي وعد الله به عباده الحليمين، فأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الحليمين الصابرين، وأن يرزقنا ضبط النفس عند الغضب، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
المصدر