فتاوى عامةفتاوي اسلامية
حكم التخاطر في الإسلام
يتساءل العديد من الأشخاص مؤخرا حول حكم التخاطر في الإسلام، حيث يعتبر مفهوم التخاطر بوجه عام من المفاهيم التي يجهلها الكثير من الناس، ومعناها غير واضح في المجتمعات العربية نظرا لقلة انتشار هذا المفهوم، ولكن مع التطور الأخير في مواقع التواصل الاجتماعي وبدء طرح مناقشة العديد من المفاهيم والمصطلحات مثل التخاطر وهل هو من أنواع السحر وعالم الجن؟ ومن خلال هذا المقال سوف نوضح حكم التخاطر في الإسلام وكل ما يتعلق به.
نبذة عامة عن مفهوم التخاطر
- النفس البشرية فضولية بطبيعة الحال وتتساءل عن كل ما هو جديد وتحاول أن تعرف أحكام كل ما هو غامض ومثير، ومن ضمن هذه الأمور حكم التخاطر في الإسلام.
- المقصود بالتخاطر هو أحد العلوم النفسية التي تدرس للطلاب في الجامعات الأجنبية في الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وهو علم ليس بجديد علي الدول الأوروبية وبالتالي أغلب الأجانب على علم به.
- ومن المعروف أن أي علم يدرس في الجامعات الغربية لا بد أن يصل إلي مجتمعنا العربي بفضل التكنولوجيا وسرعة الاتصال، وهذا ما حدث في شأن التخاطر.
- ونخلص التخاطر أنه عبارة عن ظاهرة انتقال الافكار من شخص لآخر دون الاستعانة بوسيلة الكلام أو السمع أو أي حاسة من حواس الجسم، ولا يعتمد التخاطر على المسافات الفاصلة بين الأشخاص التي تدور في عقولهم نفس الأفكار.
- أثبت الخبراء وعلماء النفس أن ظاهرة التخاطر غالبا ما تحدث بين الأشخاص القريبين نفسيا وعاطفيا من بعضهم البعض، لاسيما التؤام ومثل الأم وأبناؤها والأصدقاء المفضلين، حيث تكون احتمالية تفكير نفس الشيء أكبر.
هل التخاطر حقيقي؟
- ترجع نشأة التخاطر إلى القرن التاسع عشر الميلادي، ويرجى الإشارة أن العماء آنذاك لم يكن لديهم اهتمام كبير بعلم النفس وما يدور حول المخ والعقل البشري، ولكن التقدمات التي حدث في مجالات الفيزياء مهدت بكل تأكيد ظهور مفهوم التخاطر.
- وبالتالي تم اعتماد مفهوم التخاطر في بداية الأمر كأحد الأمراض النفسية مثل مرض الفصام النفسي الذي يعتقد المريض فيه أنه لا يملك السيطرة على أفعاله.
- كما يشير التخاطر إلى القدرة على التواصل بدون اللجوء إلى حواس الانسان، وإنما من خلال قراءة أفكار عقول الأفراد الآخرين.
تعرف على: هل جل الاكريليك يمنع الوضوء؟
هل يوجد للتخاطر أضرار؟
- التخاطر ليس معناه فقط قدرة الشخص على الوصول إلى أفكار الشخص الآخر من خلال الاتصال الروحاني مع اختلاف المسافات، ولكن هناك جانب ومعنى آخر للتخاطر، وهو أنه يمكن صاحبه من معرفة ما يدور في عقول الآخرين وكذلك المشاعر.
- ولا يخفي علي الجميع انه عندما يعرف شخص ما يخطط له أحد الأشخاص يؤدي إلى أضرار ومخاطر كبيرة تسبب في كثير من الأحيان إلى نشوب خلافات وعداوات بين الناس.
- أضف إلى ذلك أن التخاطر من الممكن أن يستغله صاحبة في سرقة الأفكار الإبداعية والمشروعات التي تأخذ وقت كبير في إعدادها ومن ثم ضياع مجهود الآخرين، وحكم التخاطر في الإسلام يعد انتهاك صريح لحقوق الآخرين آثم كبير في الإسلام.
حكم التخاطر في الإسلام
- بداية ظهور التخاطر في الإسلام كان بسبب حادثة لأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب عندما جاءه أحد الأشخاص وسأله عن حقيقة وجود التخاطر.
- وتتلخص هذه الحادثة أنه نبه سارية على الجبل لكي يحتمي به أمير المؤمنين من الخطر مرددا قوله (يا سارية الجبل يا سارية الجبل يا سارية الجبل) ولم يفهم الجميع هذا الأمر إلا عقب توجه سيدنا عمر إلي الجبل وكان بمثابة حماية له من الأعداء.
- وحينما سئل سيدنا عمر عقب هذه الحادثة عن حكم التخاطر في الإسلام ردد قوله تعالى “ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا”.
- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن حادثة سيدنا عمر بن الخطاب وسارية “إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب”
- ويقصد بالمحدث في الحديث السابق المحدث الصادق أو الذي يحسن الظن ويشتهر بالقول الحق دون أن يقصد أي اساءة، وبذلك لا يدل هذا الحديث على معنى التخاطر الروحاني.
- نستنتج مما سبق أن حكم التخاطر في الإسلام الذي يخص الأرواح والإسقاط النجمي أمر في غاية الخطورة ويجب تجنبه وعدم الخوض فيه لما يتبعه من أضرار وآثار وخيمة.