قصص دينية للأطفال: قصص القرآن الكريم للأطفال 1
قصص القرآن الكريم للأطفال (أروع قصص دينية للأطفال)
لكل من يبحث عن قصص دينية للأطفال نقدم لكم سلسلة من أروع قصص القرآن الكريم للأطفال، فتابعوا معنا القراءة لتجدوا ما تقدموه لأطفالكم من محتوى جيد ومميز ومناسب لهم ليتعلموا منها أعظم الدروس والقيم.
في لحظة هادئة من الليل، حين تلمع نجمة بعيدة في السماء، وحين ينام العالم ويبدأ الحلم،
هناك أصوات خفية لا يسمعها إلا من أنصت بقلبه… إنها حكايات من السماء.
ليست كأي حكاية، فهي لا تُروى على لسان ساحر، ولا تُرسم في كتاب خيالي…
بل هي قصصٌ حقيقية، نزل بها الوحي، ومشى أبطالها على هذه الأرض مثلنا تمامًا.
هل تتخيل أن ولدًا صغيرًا يُلقى في بئر، ثم يصبح ملكًا؟
هل تصدق أن رجلاً عجوزًا يبني سفينة في أرض قاحلة، وينجو بها من طوفانٍ يغمر الجبال؟
هل يمكن لعصا خشبية أن تهزم أعظم ساحر، وتشقّ البحر نصفين؟
في هذا المقال، سنفتح لك بوابة من نور إلى ثلاثة عوالم ساحرة:
🔹 قصة سيدنا يوسف عليه السلام، الذي علَّمنا كيف نحلم، ونصبر، ونغفر.
🔹 قصة سيدنا نوح عليه السلام، الذي بنى سفينته بالخشب، لكن بالإيمان أولًا.
🔹 وقصة سيدنا موسى عليه السلام، الذي وقف بعصاه في وجه الظلم، فهزمه بصدق قلبه.
هذه القصص ليست فقط لنقرأها، بل لنعيشها…لنحمل من كل واحدة شيئًا في قلوبنا: ضياء، ورجاء، وشجاعة، ومحبة لله.
فيا صغيري، اقترب… افتح عينيك جيدًا، وافتح قلبك أكثر… لأننا على وشك أن نسافر في رحلة مع الأنبياء… رحلة لن تُنسى أبدًا.
القصة الأولى من قصص دينية للأطفال: قصة موسى عليه السلام والعصا التي انقلبت إلى معجزة
في قلب مصر القديمة، حيث القصور المزخرفة، والأنهار العظيمة، والسحرة الذين يبهرون الناس بخدعهم، عاش فرعون، ملكٌ جبارٌ متكبّر، لا يؤمن بالله، وكان يقول للناس: “أنا ربكم الأعلى”
يا إلهي!، هل يُعقل أن يقول بشر هذا؟!
في هذا الوقت وُلِد طفلٌ صغير في بني إسرائيل، قومٌ مستضعفون في أرض مصر، وكان فرعون قد أصدر أمرًا ظالمًا: أن يُقتل كل مولودٍ ذكرٍ من بني إسرائيل.
لكن الله أراد لهذا الطفل أن يعيش… فأوحى لأمه أن تضعه في صندوق صغير، وتُلقي به في النهر، وتطمئن، فوعد الله لا يُخلف، وكان اسم الطفل… موسى.
سبح الصندوق في نهر النيل، حتى وصل إلى قصر فرعون، والتقطه الجنود، فأخذوه إلى الملكة آسيا زوجة فرعون، التي كانت مؤمنة نقية القلب، فنظرت إليه بحنان وقالت: “قُرَّة عين لي ولك، لا تقتلوه، عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا”
كبر موسى في قصر الطغيان قصر فرعون، لكنه لم يكن منهم، بل كان قلبه مع قومه الفقراء المظلومين، وحين كبر، حدثت حادثة جعلته يفر من مصر، وظن أنه لن يعود إليها أبدًا…
وصل موسى عليه السلام إلى أرض “مدين”، وهناك ساعد فتاتين في سقي الغنم، دون أن يطلب شيئًا في المقابل، وهكذا، بدأ فصل جديد في حياته، حيث تزوج إحدى الفتاتين، وعاش حياةً هادئة… لكن الله كان يُعدَّه لأمرٍ أعظم.
وعاد موسى عليه السلام إلى مصر مع أهله، وفي طريق العودة إلى مصر بعد سنوات طويلة، وبينما كان يسير في الليل البارد مع أهله، رأى نارًا تشتعل على جانب الجبل، فقال لأهله: “انتظروا، لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار”، لكن المفاجأة العظيمة لم تكن نارًا للدفء، بل كانت لقاءً مع الله.
قال الله لموسى من فوق الجبل: “إني أنا ربك، فاخلع نعليك، إنك بالوادي المقدس طوى”، ثم سأله: “وما تلك بيمينك يا موسى؟”، قال: “هي عصاي، أتوكأ عليها، وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى، فقال له الله: “ألقها يا موسى”.
ألقى موسى العصا… فإذا بها تتحوَّل أمام عينيه إلى حية تسعى، فخاف موسى، وأراد أن يهرب، لكن الله طمأنه: “خذها ولا تخف، سنعيدها سيرتها الأولى”، أعاد موسى العصا إلى يده، فإذا بها تعود كما كانت، وفهم موسى أن الله قد منحه معجزة، وأن عليه أن يعود إلى فرعون، ليقول له بكل شجاعة: “هل لك إلى أن تزكى؟ وأهديك إلى ربك فتخشى؟”
عاد موسى إلى مصر، ومعه أخوه هارون، الذي كان الله قد جعله نبيًا معه، ودخلا على فرعون، وقال له موسى: “إنا رسول رب العالمين… أن أرسل معنا بني إسرائيل.”، فقال فرعون: “من رب العالمين؟”، قال موسى: “رب السماوات والأرض وما بينهما، إن كنتم موقنين.”، لكن فرعون تكبًّر، واتهم موسى بالسحر، وقال له: “لئن اتخذت إلهًا غيري لأجعلنك من المسجونين”، فألقى موسى عصاه أمام الناس… فانقلبت إلى حية عظيمة تتحرك كأنها حيَّة حقيقية، لا وهم ولا خداع.
أُصيب فرعون بالذعر، لكنه لم يُسلم، بل جمع السحرة من كل مصر ليوم المواجهة، وفي يوم الزينة، وأمام أعين الآلاف من الناس، ألقى السحرة حبالهم وعصيهم، فتحركت كأنها ثعابين… لكن الله أوحى إلى موسى: “وألقِ ما في يمينك، تلقف ما صنعوا، إنما صنعوا كيد ساحر، ولا يُفلح الساحر حيث أتى”، وألقى موسى عصاه… فابتلعت كل ما ألقاه السحرة، ووقف الناس مذهولين، فما كان من السحرة إلا أن سجدوا لله مباشرة، وقالوا: “آمنا برب موسى وهارون”.
يا للدهشة!، السحرة الذين جاءوا لمحاربة موسى، آمنوا به، بعدما رأوا الفرق بين السحر والمعجزة.
ما نتعلمه من القصة:
-
لا مستحيل مع الله، فالعصا أصبحت أفعى بأمره.
-
الشجاعة الحقيقية أن تقول كلمة الحق أمام الظالم، كما فعل موسى عليه السلام.
-
لا أحد يستطيع أن يُطفئ نور الله، حتى لو كان فرعون بكل جبروته.
القصة الثانية من قصص دينية للأطفال: يوسف عليه السلام وحُلمه الذي صار حقيقة
في مدينةٍ جميلة، وفي بيت طاهر من بيوت النبوَّة، وُلِد طفلٌ جميل، نقي القلب يشعُّ من عينيه نور الطهر، واسمه يوسف، وكان يوسف عليه السلام ابن نبيٍّ كريم، وهو يعقوب عليه السلام.
وذات ليلة… وبينما كان يوسف الصغير يغطُّ في نومٍ هادئ، رأى حُلُمًا عجيبًا… فتح عينيه وهو يلهث، وركض نحو أبيه: “يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ” (سورة يوسف، الآية 4).
ابتسم الأب النبي يعقوب عليه السلام، لكنه نظر إليه بعينٍ حذرة وخوف على ابنه يوسف، وقال: “يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ ” (سورة يوسف، الآية 5)، فقد كان ليوسف عشرة إخوة أكبر منه، وكانوا يغارون من حب أبيهم الشديد له، فقرَّروا أن يُبعدوه عن أبيهم، ليخلو لهم قلبه، فتآمروا، وقالوا لأبيهم: “أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (سورة يوسف، الآية 12).
فوافق الأب، لكنهم لم يكونوا صادقين…
أخذوا يوسف معهم، ثم ألقوه في بئرٍ مظلم، وتركوه هناك، خائفًا وحيدًا، وذهبوا لأبيهم يبكون، وأراوه قميصه الممزَّق والمغطى بالدم (الكذب)، لكن يعقوب نبي الله، قال بقلبه الحزين: “بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ” (سورة يوسف، الآية 18).
مرت قافلة قرب البئر الذي أُلقيَّ فيه موسى، فأنزل أحدهم دلوًا ليأخذ ماءً، فخرج معه يوسف، فقال بدهشة: “يا بشراي! هذا غلام!”، وأخذوه وباعوه في مصر كعبد، فاشتراه رجلٌ كريم، هو عزيز مصر.
وفي بيت العزيز نشأ يوسف وأصبح شابًا جميل الخَلق والخُلق، لكن زوجة العزيز أرادت أن توقعه في المعصية، فرفض يوسف وفرَّ منها، فزُجَّ به في السجن ظلمًا، لكنه لم يكن حزينًا، بل دعا المساجين إلى الله، وفسَّر أحلامهم بإذن الله.
وفي يومٍ من الأيام رأى ملك مصر حُلُمًا غريبًا: “وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ”(سورة يوسف، الآية 43)، ففسَّر يوسف الحلم بدقة: ستأتي سبع سنوات خصب ورزق، تليها سبع سنوات جفاف، ثم فرجٌ من عند الله.
فانبهر الملك، وأخرج يوسف من السجن، وجعله وزيرًا على خزائن الأرض.
وفي سنوات القحط جاء إخوة يوسف يطلبون الطعام من مصر، ولم يعرفوه، لكن يوسف عرفهم، واختبرهم، ثم في لحظةٍ مؤثرة… قال لهم: “أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ”، فبكوا خجلًا وندمًا، وطلبوا المغفرة.
ثم جاءت العائلة كلَّها إلى مصر، ورفع يوسف والديه على العرش، وسجد له إخوته شكرًا واعترافًا بمقامه، فقال: “يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ ” (سورة يوسف: الآية 100)
ما نتعلمه من القصة:
-
الحلم الجميل من الله قد يمر بمحنة، لكنه يتحقق بالصبر والإيمان.
-
حتى في السجن، يمكن للإنسان أن يكون نقيًا، ويدعو إلى الله.
-
مَن يسامح ينتصر، كما فعل يوسف مع إخوته.
القصة الثالثة من قصص دينية للأطفال: نوح عليه السلام والسفينة العجيبة
في أرضٍ بعيدة، وعصرٍ قديم عاش نبيٌ صابرٌ حنون، اسمه نوح عليه السلام، وأرسله الله إلى قومٍ عبدوا الأصنام، ورفضوا سماع صوت الحق، فناداهم نوح، مرةً، واثنتين، وعشرات المرات… “يا قوم، اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره”، لكنهم ضحكوا عليه، وسدُّوا آذانهم، وقالوا: “إن هو إلا بشرٌ مثلكم”
بعد 950 سنة من الدعوة، وكثرة التكذيب، أوحى الله إلى نوح: “لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، فلا تبتئس…”، وأمره أن يبدأ ببناء سفينة عظيمة… وسط اليابسة والصحراء، فأخذ الخشب، والمسامير، وبدأ بصنع السفينة كما أوحى الله له.
وكان الناس يمرُّون عليه، ويسخرون: “تبني سفينة في الصحراء؟ أين البحر؟”، لكن نوح كان يرد بثقة: “إن تسخروا مني، فإني أسخر منكم كما تسخرون”.
أمر الله نبيه أن يحمل على السفينة من كل نوعٍ من الحيوانات زوجين اثنين (ذكر وأنثى)، ومعه المؤمنين من البشر، وأهل بيته… إلا من كفر، وكان من الكافرين ابنه… فقال نوح: “يا بني، اركب معنا”
فأجابه الابن: “سآوي إلى جبل يعصمني من الماء.”
فقال نوح: “لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم”، وغرق الابن، وغرق كل الكافرين…
وانهمرت السماء بالماء، وفجرت الأرض عيونها، وارتفعت المياه حتى صارت كالجبال،
وبقيت السفينة تجري وسط الطوفان، محفوظةً بأمر الله.
بعد أن طهَّر الله الأرض من الكفر، أمر السماء أن تمسك ماءها، وأمر الأرض أن تبلع ما خرج منها، فاستقرَّت السفينة على جبلٍ اسمه الجودي، ونادى نوح ربَّه باكيًا على ابنه، فقال له الله: “إنه ليس من أهلك، إنه عملٌ غير صالح…”، وبعد الطوفان خرج من السفينة مع المؤمنين، ليبدأ عهدٌ جديد من التوحيد.
ما نتعلمه من القصة:
-
لا يأس مع طول الطريق، فنوح دعا 950 سنة.
-
الطاعة تحمي، والسخرية من الحق تُغرق.
-
السفينة نجاةٌ لكل من آمن بالله، فتمسَّك بها.
في الختام، ها قد طوينا صفحات ثلاث قصص دينية للأطفال، لكننا لم نغلقها أبدًا في قلوبنا، فرأينا يوسف عليه السلام يسقط في البئر، ويُباع كعبد، ثم يصبح وزيرًا محبوبًا، لا لشيءٍ إلا لأنه كان صادقًا، صابرًا، نقيُّ القلب يسامح ولا ينتقم.
ورأينا نوحًا عليه السلام، وحده وسط قومٍ يسخرون، يبني سفينة بيديه، وبإيمانه قبل كل شيء، حتى أنقذ الله به المؤمنين وكتب له الخلود في الذكر.
وتبعنا موسى عليه السلام، وهو يمشي بعصاه وثقة في الله، لا يخاف سحر فرعون، ولا جبروته، لأن من كان الله معه… لا يخاف أحدًا.
ثلاث قصص، وثلاث قلوب عظيمة، وثلاثة دروس لا تُنسى:
-
أن الحلم قد يصبح حقيقة إن رافقه الصبر والإيمان.
-
أن السخرية من الحق لا توقفه، بل تزيده ثباتًا.
-
أن الثقة بالله هي أقوى من أي عصا… ومن أي فرعون.
طفلي الغالي…
هذه القصص لم تُكتب لتُقرأ ثم تُنسى.
بل لنعيش بها، ونفكِّر:
ماذا كنت سأفعل لو كنت مكان يوسف؟
هل كنت سأصبر؟ هل كنت سأغفر؟
هل كنت سأبني سفينة مع نوح؟
هل كنت سأقف مع موسى وأقول: “إن معيَ ربي، سيهدين”؟
القرآن كتاب الله، وفيه قصص للهداية، وللتربية، للطمأنينة، للثقة بأن النور يأتي بعد كل ظلام.
فلا تنسَ أن كل مرة تقرأ فيها قصة نبي…
فأنت تقترب من قلبه، وتقترب من الله.
وتصبح أنت أيضًا… بطلًا صغيرًا في طريق الإيمان.