أسئلةإعرف دينك

هل تجوز الصلاة بالحذاء؟

تعرف على حكم الصلاة بالحذاء

هل تجوز الصلاة بالحذاء؟

هل تجوز الصلاة بالحذاء؟، الصلاة هي عماد الدين وأساس العبادات في الإسلام، وقد شرعها الله بصفة محددة كما جاءت في الكتاب والسنة، ومن المسائل التي قد تثار بين المسلمين مسألة الصلاة بالحذاء، حيث يختلف الناس في حكمها بين من يستحسنها ومن ينكرها.

سنعرض لكم حكم الصلاة بالحذاء مستندين إلى السنة النبوية وأقوال كبار العلماء، وسنتعرف على شروط الصلاة بالحذاء، فتابعوا معنا قراءة المقال.

هل تجوز الصلاة بالحذاء؟
حكم الصلاة بالحذاء في المسجد

الأصل في الصلاة بالحذاء

الأصل في العبادات أن تُؤَدىَ كما جاءت في سنة النبي ﷺ، ومن ذلك الصلاة بالحذاء، إذ لم يرد نص يمنعها على الإطلاق، بل وردت نصوص تثبت جوازها وتشريعها، فالله تعالى يقول: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ (سورة الأحزاب، الآية 21)، ومما ثبت عنه ﷺ أنه صلى في نعليه، بل وأمر بها أحيانًا.

الأدلة من السنة النبوية على جواز الصلاة بالحذاء

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “صلوا في نعالكم، فإن اليهود لا يصلون في نعالهم” (رواه أبو داود، وصححه الألباني)، وهذا الحديث صريح في الأمر بالصلاة في النعال، وحكمة ذلك مخالفة اليهود.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إذا أتى أحدكم المسجد، فلينظر، فإن رأى في نعليه قذرًا أو أذًى فليمسحه، ثم ليصلِّ فيهما” (رواه أبو داود وصححه الألباني)، ففي هذا الحديث توجيه نبوي لمسح النعل عند وجود الأذى، ثم الصلاة فيهما، مما يدل على الجواز.

وفي سنن النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “رأيتُ رسولَ اللَّهِ ، يشربُ قائمًا وقاعِدًا ، ويصلِّي حافيًا ومنتعِلًا وينصرِفُ عن يمينِهِ وعن شمالِهِ”، ويدل هذا الحديث على التخيير بين الصلاة بالحذاء أو بدونه، وأن الأمر فيه سعة.

أقوال كبار العلماء على جواز الصلاة بالحذاء

اتفق الفقهاء على جواز الصلاة بالحذاء إذا كان طاهرًا، إلا أن بعضهم فضَّل تركه في الأماكن المفروشة بالسجاد ونحو ذلك، خشية تلويثها، ومن أقوال كبار الفقهاء في ذلك الأمر:

  • قال الإمام النووي: “السنة أن يصلي في نعليه إذا كانا طاهرين، وهو أمر مشهور في السنة الصحيحة”.
  • وقال ابن تيمية رحمه الله: “الصلاة في النعال سنة، فإن كان المسجد مفروشًا فلا بأس بخلعها إن كان ذلك من باب الأدب والتنظيم، لا من باب الاعتقاد بوجوب ذلك”.

  • وقال ابن باز رحمه الله: “الأصل أن الصلاة في النعلين سنة عن النبي ﷺ، ولكن إذا كانت المساجد مفروشة بالسجاد ونحوها فالأولى خلعهما محافظة على نظافة المسجد”.

شروط جواز الصلاة بالحذاء

حتى تكون الصلاة بالحذاء صحيحة هناك شروط يجب مراعاتها:

  • طهارة الحذاء، فلا يجوز الصلاة في الحذاء إن كان نجسًا، ويجب التأكد من نظافته قبل الصلاة.
  • عدم تلويث المسجد، فإذا كانت المساجد مفروشة ينبغي للمصلي التأكد من نظافة حذائه، أو خلعه احترامًا للمكان.

  • عدم الاعتقاد بوجوبها أو تحريمها، فالصلاة بالحذاء سنة، وليست فرضًا ولا محرمًا.

هل الصلاة بالحذاء تعارض الخشوع؟

الخشوع في الصلاة يتحقق بالقلب وليس بلبس النعل أو خلعه، فقد صلى النبي ﷺ بالنعال وهو أخشع الناس في صلاته.

هل يجب خلع الحذاء عند دخول المسجد؟

الأصل هو الطهارة، فإذا كان الحذاء نظيفًا فلا يلزم خلعه، لكن إذا كانت المساجد مفروشة فيستحب الخلع للحفاظ على نظافة المكان.

هل الصلاة بالحذاء من خصائص النبي ﷺ فقط؟

لم يرد أي دليل يدل على تخصيص النبي ﷺ بذلك، بل أمر أصحابه بها، مما يدل على أنها سنة عامة.

هل ترك الصلاة بالحذاء أفضل؟

ليس هناك دليل على أن خلع الحذاء أفضل من لبسه أثناء الصلاة، بل الأمر واسع حسب ظروف المكان وطهارة الحذاء.

هل يجوز الصلاة بالحذاء في العمل؟

نعم، يجوز الصلاة بالحذاء في العمل بشرط أن يكون طاهرًا وخاليًا من النجاسة، وإذا كان المكان الذي تعمل فيه نظيفًا، ولا يوجد ما يمنع من ارتداء الحذاء أثناء الصلاة، فلا حرج في ذلك، أما إذا كان المكان مفروشًا بسجاد خاص بالصلاة، فقد يكون من الأدب والأفضلية خلعه للمحافظة على نظافة المكان، وليس لكون الصلاة بالحذاء غير جائزة.

هل يجوز الصلاة بالحذاء في المسجد؟

هل يجوز الصلاة بالحذاء بعد دخول الحمام؟

يجوز الصلاة بالحذاء بعد دخول الحمام بشرط أن يكون الحذاء طاهرًا ولم تصبه نجاسة، لأن الأصل في الصلاة بالحذاء الجواز، كما ثبت عن النبي ﷺ أنه صلى في نعليه، فإذا دخل الشخص الحمام بحذائه وكان الحمام نظيفًا ولم يتنجس الحذاء، فلا حرج في الصلاة به.

أما إذا أصابته نجاسة، فيجب تطهيره قبل الصلاة، إما بغسله بالماء أو مسحه بالتراب حتى تزول النجاسة، كما جاء في حديث النبي ﷺ: “إذا وطئ أحدكم بنعله الأذى، فإن التراب له طهور” (رواه أبو داود وصححه الألباني)، وعليه نجد أن تحقق الطهارة شرط أساسي لجواز الصلاة بالحذاء، وإذا كان هناك شك في طهارته فالأفضل التأكد من نظافته قبل أداء الصلاة، والله أعلم.

هل يجوز الصلاة بالحذاء في السيارة؟

يجوز الصلاة بالحذاء في السيارة بشرط أن يكون الحذاء طاهرًا ولم تصبه نجاسة، لأن الأصل في الصلاة بالحذاء الجواز، كما ثبت عن النبي ﷺ أنه صلى في نعليه وأمر بها، حيث قال: “صلوا في نعالكم، فإن اليهود لا يصلون في نعالهم” (رواه أبو داود وصححه الألباني).

أما من حيث صحة الصلاة في السيارة، فهي جائزة إذا كانت الصلاة نافلة، حيث يمكن للمصلي أن يصلي حسب استطاعته، مستقبلًا القبلة عند التكبير، ثم يكمل صلاته ولو لم يكن مواجهًا لها، كما ورد عن النبي ﷺ أنه كان يصلي النافلة على راحلته حيثما توجهت (رواه البخاري ومسلم).

أما بالنسبة للصلوات الفريضة، فلا يجوز أداؤها في السيارة إلا عند الضرورة، كعدم القدرة على النزول أو الخوف من فوات الوقت، وفي هذه الحالة يصلي حسب استطاعته، فإن تمكن من القيام والركوع والسجود فعل، وإلا صلى بالإيماء. والله أعلم.

فوائد الصلاة بالحذاء

  • اتباع سنة النبي ﷺ، حيث كان يصلي بالحذاء أحيانًا، وذلك ثابت في عدة أحاديث.
  • مخالفة أهل الكتاب، كما أُمرنا بمخالفة اليهود الذين لا يصلون في نعالهم.
  • التيسير على المسلمين خاصة في الأماكن غير المفروشة أو أثناء السفر.
  • الحماية من الأذى، حيث قد يكون السطح الذي يصلي عليه الشخص غير نظيف أو مؤذٍ لقدميه.

في الختام، نجد أن الصلاة بالحذاء من السنن الثابتة عن النبي ﷺ، وهي جائزة بلا خلاف إذا كان الحذاء طاهرًا ولم تصبه نجاسة، وقد جاءت النصوص الشرعية تؤكد أن الصلاة بالحذاء لا تتعارض مع الخشوع، بل إنها كانت هدي النبي ﷺ وأصحابه، ومع ذلك مراعاة نظافة المساجد المفروشة أمر مستحب، لذا يجوز للمصلي خلعه حفاظًا على نظافة المكان دون اعتقاد أن ذلك واجب شرعي، وفي النهاية يبقى الأمر على السعة والتيسير، فمن أراد إحياء السنة وصلى في نعليه فلا حرج، ومن فضَّل الصلاة حافيًا فلا بأس عليه، والله أعلم.

المصدر 

1

زر الذهاب إلى الأعلى
Index